الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

استراتيجية الحوار والمناقشة


إستراتيجية المناقشة والحوار Discussion
إستراتيجية المناقشة Discussion عبارة عن اجتماع عدد من العقول حول مشكلة من المشكلات ، أو قضية من القضايا ودراستها دراسة منظمة ، بقصد الوصول الى حل للمشكلة أو الاهتداء الى رأي في موضوع القضية . وللمناقشة عادة رائد يعرض الموضوع ، ويوجه المجموعة الى الخط الفكري الذي تسير فيه المناقشة حتى تنتهي الى الحل المطلوب.

ومن مزايا المناقشة الدور الايجابي لكل عضو من أعضاء المجموعة والتدريب على طرق التفكير السليمة ، وثبات الآثار التعليمية ، واكتساب روح التعاون والديمقراطية ، وأساليب العمل الجماعي والتفاعل بين المعلم والطلاب ، والطلاب بعضهم والبعض الآخر ، وتشمل كل المناشط التي تؤدي الى تبادل الآراء والأفكار .

تقوم هذه الطريقة في جوهرها على الحوار، وفيها يعتمد المعلم على معارف الطلاب وخبراتهم السابقة ، فيوجه نشاطهم بغية فهم القضية الجديدة مستخدما الأسئلة المتنوعة واجابات التلاميذ لتحقيق أهداف درسه . ففيها اثارة للمعارف السابقة ، وتثبيت لمعارف جديدة ، والتأكد من فهم هذا وذاك . وفيها استشارة للنشاط العقلي الفعال عند الطلاب ، وتنمية انتباههم ، وتأكيد تفكيرهم المستقل .


مميزات أسلوب الحوار

- يشجع التلاميذ على المشاركةفي عملية التعلم.

- يجعل موقف التلاميذ أكثر فاعلية من مجرد متلقي للدرس.

- يساعد على تحديد الأنماط السلوكية التي اكتسبها التلميذ والتي تهيئه لبداية جديدة.

- يساعد على تنمية تفكير التلاميذ، لأنهم يشاركون بالتوصل للمعلومات بدلاً من أن يدلي بها إليهم المعلم.

- يثير اهتمام التلاميذ بالدرس عن طريق طرح المشكلات في صورة أسئلة ودعوتهم للتفكير في اقتراح الحلول لها.

- يساعد على تكوين شخصية سوية للتلميذ لأنه ِيعتمد على نفسه في التفكير، والتعبير عن آرائه وأفكاره.

- يعد وسيلة للتقويم المستمر، ويوفر تغذية راجعة أولاً بأول أثناء الحصة الصفية.

- يثير حماس الطلاب.

- يساعد هذا الأسلوب على توثيق الصلة بين المعلم وطلابه.

- يدرب الطلاب على الاستماع لآراء الآخرين، واحترامها.



عيوب طريقة المناقشة :

من عيوب طريقة المناقشة المشهورة العيوب الآتية :

 عدم صلاحيتها الا للجماعات الصغيرة .

• وتحديد مجالها بالمشكلات والقضايا الخلافية .

• وطول الوقت الذي تستغرقه دراسة الموضوع .

• والافتقار في كثير من الأحيان الى الرائد المدرب الذي يتيح الفرصة لكل عضو كي يعطي ما عنده مع التقدم المستمر في سبيل الوصول الى الغرض الذي تسعى اليه الجماعة .


ويمكن التغلب على هذه العيوب بإتباع الإجراءات الآتية :

 باختيار الموضوعات التي تسمح طبيعتها بالمناقشة .

• وبقسمة الجماعة الكبيرة إلى مجموعات صغيرة تختص كل مجموعة منها بجانب محدد من الموضوع العام المراد مناقشته .

• ، تحديد قائد لكل جماعة من جماعات النقاش يدير المناقشة في المجموعة دون أن يستأثر بالقيادة أو يحتكر الحديث .

• الاعداد المسبق للمناقشة عن طريق جمع المعلومات المطلوبة عن الموضوع المراد مناقشته ومدى أهلية المشاركين في حلقة النقاش لمناقشة الموضوع وأهميته لهم .

•  تحضير الوثائق ذات العلاقة بدعم ثراء موضوع الاقشة والأدوات اللازمة لإدارة المناقشة بكفاءة وفاعلية .

• تسجيل بعض مناقشات المجموعة ثم اعادتها على أسماع المجموعة  .

• مناقشة نقط الضعف والقوة في الطريقة التي سارت بها هذه المناقشات .



  
أشكال المناقشة :


أ- المناقشة المفتوحة :

يتم فيها طرح قضية أو مشكلة ذات صلة بموضوع الدرس تمثل نقطة انطلاق للمعلم لبدء المناقشة مع طلابه.

ب – المناقشة المخطط  لها :

يتميز هذا النوع بالتخطيط المسبق، فيحدد المعلم محتوى المناقشة والأفكار التي تتناولها، ويصوغ الأسئلة الرئيسة التي سيطرحها على طلابه .



أنواع المناقشة :



أ. المناقشة التلقينية :

تؤكد هذه الطريقة على السؤال والجواب بشكل يقود الطلاب الى التفكير المستقل ، وتدريب الذاكرة . فالأسئلة يطرحها المعلم وفق نظام محدد يساعد على استرجاع المعلومات المحفوظة في الذاكرة ، ويثبت المعارف التي استوعبها الطلاب ويعززها ، ويعمل على اعادة تنظيم العلاقات بين هذه المعارف .

وهذا النوع من المناقشة يساعد المعلم أن يكشف النقاط الغامضة في أذهان الطلاب ، فيعمل على توضيحها باعادة شرحها من جديد أو عن طريق المناقشة . فالمراجعة المستمرة للمادة المدروسة خطوة خطوة تتيح الفرصة أمام الطلاب لحفظ الحقائق المنتظمة ، وتعطي المعلم امكانية الحكم على طلابه في مدى استيعابهم للمادة الدراسية .


ب. المناقشة الاكتشافية الجدلية : 

يعتبر الفيلسوف سقراط أول من استخدم هذه الطريقة ، فهو لم يكن يعطي طلابه أجوبة جاهزة ، ولم يكن هدفه اعطاء المعارف للطلاب ، وانما كان اثارة حب المعرفة لديهم . واكسابهم خبرة في طرق التفكير التي تهديهم الى الكشف عن الحقائق بأنفسهم والوصول الى المعرفة الصحيحة . وقد سمي هذا الشكل التوليدي للمناقشة بالطريقة السقراطية .

في هذه الطريقة يطرح المعلم مشكلة محددة أمام طلابه ، تشكل محورا تدور حوله الأسئلة المختلفة الهدف ، فتوقظ فيهم هذه الأسئلة معلومات سبق لهم أن اكتسبوها ، وتثير ملاحظاتهم وخبرتهم الحيوية ، ويوازي الطلاب بين مجموعة الحقائق التي توصلوا اليها ، حتى اذا أصبحت معروفة وواضحة لديهم يبدأ هؤلاء في استخراج القوانين والقواعد وتصميم النتائج ، وهكذا يكتشفون عناصر الاختلاف والتشابه ، ويدرسون أوجه الترابط وأسباب العلاقات ، ويستنتجون الأجوبة للأسئلة المطروحة بطريق الاستدلال المنطقي ، وبهذا يستوعبون المعارف بأنفسهم دون الاستعانة بأحد .


ج. المناقشة الجماعية الحرة :

في هذه الطريقة يجلس مجموعة من الطلاب على شكل حلقة لمناقشة موضوع يهمهم جميعاً ، ويحدد قائد الجماعة ، المعلم أو أحد الطلاب أبعاد الموضوع وحدوده . ويوجه المناقشة ، ليتيح أكبر قدر من المشاركة الفعالة ، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة دون الخروج عن موضوع المناقشة ، ويحدد في النهاية الأفكار الهامة التي توصلت لها الجماعة .

د. الندوة :

تتكون من مقرر وعدد من الطلاب لا يزيد عددهم عن ستة يجلسون في نصف دائرة أمام بقية الطلاب . ويعرض المقرر موضوع المناقشة ويوجهها بحيث يوجد توازناً بين المشتركين في عرض وجهة نظرهم في الموضوع . وبعد انتهاء المناقشة يلخص أهم نقاطها . ويطلب من بقية الطلاب توجيه الأسئلة التي ثارت في نفوسهم الى أعضاء الندوة ، وقد يوجه المقرر اليهم أسئلة أيضا ، ثم يقوم بتلخيص نهائي للقضية ونتائج المناقشة .


د. مناقشة بين طرفين :

وفيها يجلس طالبان، ويقوم أحدهما بدور السائل، والآخر بدور المجيب، أو قد يتبادلان الموضوع والتساؤلات المتعلقة به.








الجمعة، 4 ديسمبر 2015

"sawt safer al-bolbole"



صوت صفير البلبل
.........................
 قصيدة نظمها الاصمعي يتحدى بها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد أن ضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الخليفة بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : "إن في الأمر مكر و حيلة" . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه قصيدة صوت صفير البلبل و بعد انتهاءه من قول القصيدة لم يستطيع الخليفة ان يذكر شيئا منها. ثم أحضر غلامه فلم يتذكر شيئا ايضا لأنه يحفظها من مرتين ثم احضر الجارية فهي الأخرى لم تتذكر شئ فقال له الخليفة سوف اعطيك وزن لوح الكتابة ذهب فعلي اي شئ كتبتها ،فقال له الأصمعي :لقد ورثت عمود رخام من ابي فنقشته عليه نقشا وهذا العمود علي جملي في الخارج يحمله أربعة من الجنود. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد .

صوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مـــــــلك *** مـــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجـــــر فيها ماشيا *** مبغــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي *** من حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدب لي
أقول في مطلعــــــها *** صوت صفير البلبلي
......................


الخميس، 3 ديسمبر 2015

الشاعر "خليل مطران"





"من هوا خليل مطران"

خليل بن عبده بن يوسف مطران. أديبٌ شاعرٌ ناثرٌ
عمل في الصحافة، واشتغل في الأدب والتَّاريخ والتَّرجمة.
وُلِدَ في بعلبك بلبنان في التاريخ المذكور بحسب

الوثائق الكنسية للتعميد كما ذكر بعض الباحثين، خلافاً لما أجمعت عليه المصادر أنه
ولد سنة 1871م، وتوفي في مصرَ، ثم نُقِلَ رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان، ينتمي إلى
أسرةٍ أصلها من الأزْدِ الغساسنة أصحاب الإمارة العربيَّة في عصر ما قبل الإسلام،
وله شعر يفخرُ فيه بانتمائه إلى بني غسَّـان، أحبَّ أبوه الأدبَ وكان تاجراً ذا جاه،
فدفعَ ولدَه إلى قراءة دواوين العرب، ويذكر مطران أن أباه حملَ إليه ديوان ابن
الفارض، وحثَّه على قراءته ولم يزل صبيّاً، ووالدته (ملكة صبَّاغ) من عائلةٍ
فلسطينيَّةٍ معروفةٍ بغنى ثقافتها، وكانت تتذوَّق الشِّعر، وظهر أثرُ ذلك في ولدها
فنشأ على حبِّ الأدب، وحفظ على صغر سنِّه شعرَ نخبةٍ من الشُّعراء كابن الفارض،
وأبي تمام، والبحتري، والمتنبي.


"أسلوبة الشعري"

عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، وكما يعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضاً من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
على الرغم من محاكاة مطران في بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء، لكنه ما لبث أن أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الفرنسية، فكما عني شوقي بالموسيقى وحافظ باللفظ الرنان، عنى مطران بالخيال، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم.
شهدت حياة مطران العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف برقة مشاعره وإحساسه العالي وهو الأمر الذي انعكس على قصائده، والتي تميزت بنزعة إنسانية، وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير منه، كما عني في شعره بالوصف، وقدم القصائد الرومانسية، من أبيات الشعر الرومانسية التي قالها عندما سئل عن محبوبته قال:
يَا مُنَ الْقَلْبِ وَنُورَ العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي وَسُـعَادِي مَنْ ظَنَنْتِ
تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ
اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويري والذي تمكن من استخدامه للتعبير عن التاريخ والحياة الاجتماعية العادية التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر عن غيره فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخاص مراعياً جميع أجزاء القصة.
  • من قصائده التاريخية: نذكر قصيدة "بزرجمهر"
سَجَدُوا لِكِسْرَى إِذْ بَدَا إِجْلاَلاَ كَسُجُودِهِمْ لِلشَّمْسِ إِذْ تَتَلاَلاَ
يَا أُمَّةَ الْفُرْسِ الْعَرِيقَةَ فِي الْعُلَى مَإذَا أَحَالَ بِكِ الأسُوُدَ سِخَالاَ
كنْتُمْ كِبَاراً في الحُرُوبِ أَعِزَّةً وَالْيوْمَ بِتُّمْ صَاغِرِينَ ضِئَالاَ
عُبَّاد كِسْرَى مانحِيهِ نُفُوسَكُمْ وَرِقَابَكُمْ وَالعِرْضَ وَالأَمْوَالاَ
تَسْتَقْبِلُونَ نِعَالَهُ بِوُجَوهِكُمْ وَتُعَفِّرُونَ أَذِلَّةً أَوْكَالاَ
أَلتِّبْرُ كِسْرَى وَحْدَهَ فِي فَارِسٍ وَيَعُدُّ أُمَّةَ فَارِسٍ أَرْذَالاَ
شَرُّ الْعِيَالِ عَلَيْهِمُ وَأَعَقُّهُمْ لَهُمُ وَيَزَعُمُهمْ عَلَيْهِ عِيَالاَ
إِنْ يُؤْتِهِمْ فَضلاً يَمُنَّ وِإِنْ يَرُمْ ثَأَراً يُبِدْهُمْ بِالْعَدُوِّ قِتَالاَ
تفوق مطران على كل من حافظ إبراهيم وأحمد شوقي في قصائده الاجتماعية والتي تناول فيها العديد من المواضيع، محارباً فيها الفساد الاجتماعي والخلقي.

"ماذا قالو عنة"

أشار الدكتور ميشال جحا الأديب اللبناني والذي قام بنشر دراسة عن خليل مطران "إلى أن شوقي وحافظ ومطران، يمثلون الثالوث الشعري المعاصر الذي يذكرنا بالثالوث الأموي: الأخطل وجرير والفرزدق الذي سبقه بأكثر من اثني عشر قرناً من الزمن، كما عاش هؤلاء الشعراء في فترة زمنيـة متقاربة، وفي كثـير من الأحيـان نظمـوا الشعر في مناسبـات واحدة، إنما خلـيل مطران يبقى رائـد الشعر الحديث".
قال الباحث اللبناني قاسم محمد عثمان ان ما صنعه خليل مطران في الأدب لم يصنعه أدباء عصره.

كما قال عنه الشاعر صالح جودت "أنه اصدق شعراء العرب تمثيلاً للقومية العربية".
وعبر طه حسين عن رأيه في شعر مطران وهو يخاطبه قائلاً "إنك زعيم الشعر العربي المعاصر، وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين، وأنت حميت "حافظاً" من أن يسرف في المحافظة حتى يصيح شعره كحديث النائمين، وأنت حميت "شوقي" من أن يسرف في التجديد حتى يصبح شعره كهذيان المحمومين".
  • وقال عنه الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية الكيلاني في موقعه إسلام سيفلايزيشن -الشعراء (عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة متجددة في الشعر والنثر، وتميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني الحي والأصالة العربية والنغمة الموسيقية، ويعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، ومن مجددي النثر إذ أخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.)*
كما قال عنه محمد حسين هيكل "عاش مطران للحاضر في الحاضر وجذب جيله ليجعله حاضراً كذلك، فشعره وأسلوبه وتفكيره كلها حياة جلت فيها الذكرى وعظمت فيها الحيوية، ولهذا تراهم حين يتحدثون عن مطران يتحدثون عن الشعر والتجديد فيه".
  • من قصائده الرومانسية:
إِنْ كانَ صَبْرِي قَلِيلاً فَإِنَّ وَجْدِي كَثِيرُ لَيْسَ المُحِبُّ صَدُوقاً فِي الحُبِّ وَهْوَ صَبُورُ يا بَدْرُ سُمِّيت بدْراً وَأَيْنَ مِنْكَ البُدُورُ أَيْنَ الجَمَادُ مُنِيراً مِنْ ذِي حَيَاةٍ يُنِيرُ أَيْنَ الصَّبَاحَةُ فِيهِ وَأَيْنَ مِنْهُ الشُّعُورُ أَيْنَ السَّنَى وَهْوَ شَيْبٌ مِنَ الصِّبَا وَهْوَ نُورُ لمْ أَنْسَ حِينَ التَقيْنَا وَالرَّوْضُ زاهٍ نَضِيرُ إِذِ الْعُيُون نِيَامٌ وَاللَّيْلُ رَاءٍ حَسِيرُ نَشْكو الغَرَامَ دِعَأباً وَرُبَّ شَاكِ شَكُورُ وَفِي الهَوَاءِ حَنِينٌ مِنَ الهَوَى وَزَفِيرُ

"من قصائدة"
  • المساء، موت عزيز، الأسد الباكي، وفاء، الجنين الشهيد، المنتحر، الطفل الظاهر، نيرون، فتاة الجبل الأسود، شيخ أثينة، بين القلب والدمع، الزنبقة وغيرها الكثير من القصائد المميزة لمطران.
وقدم للمكتبة العربية كتب من ينابيع الحكمة والأمثال، ديوان الخليل، إلى الشباب والعديد من المترجمات لكل من شكسبير، وفيكتور هوجو.
  • تعد قصيدة "المساء" من أشهر قصائد مطران والتي قال فيها:
داءٌ ألمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا في الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ في حَاليَ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتي مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتي وَذَكَائِي عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِني لمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي عُمْرَ الْفَتى الْفَانِي وَعُمْرَ مخَلَّدٍ بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
ويسترسل في نفس القصيدة مدمجاً عواطفه في الطبيعة فيقول:
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنى في غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ للْحَوْبَاءِ عَبَثٌ طَوَافي في الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاِسْتشْفَاءِ مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتي مُتَفَرِّد بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي قَلْباً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائِي وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ تَغْشَى الْبريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ للِمْسْتَهَامِ وَعِبرَةٍ لِلرَّائي أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً لِلشَّمْسِ بَينَ مَآتمِ الأَضْوَاءِ أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً للِشَّكِّ بَينَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً وَإبَادَةً لِمَعَالمِ الأَشْيَاءِ..
...........................